responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 27

3- جاذبة نهج البلاغة الخارقة

لقد شعر جميع من تعامل مع نهج البلاغة- من قبل أشياع علي عليه السلام أو سائر العلماء والادباء المسلمين ومن سائر الأديان- دون استثناء بوجود قوة كامنة تشدهم إليه وتجعلهم يتأثرون به ويتكهربون بأجوائه.

والحق إنّ مثل هذه الجاذبة التي اتسمت بها كافة خطبه ورسائله وكلماته هى التي دفعت بفريق من العلماء لتناول هذا الكتاب النفيس بالشرح والتفسير وتدوين المقالات والأبحاث والاستغراق في مختلف جوانب شخصية الإمام علي عليه السلام. بدورنا نرى‌ أن هذه الجاذبة تختزن عدّة دوافع، يمكن إيجاز أهمها في ما يلي:

1- لقد شحن نهج البلاغة بالأقوال التي تصرح بمواساة الطبقات المحرومة والمستضعفة، إلى جانب الحديث عن مجابهة الظلم والطغيان ومقارعة حكام الجور والطواغيت. فقد تعرض في عهده الذي عهده إلى مالك الأشتر حين ولاه مصر إلى الخطط والبرامج التي ينبغي اعتمادها في كيفية إدارة شؤون البلاد. يتحدث عليه السلام في هذا العهد عن حقوق ووظائف الطبقات الاجتماعية السبع، حتى إذا بلغ الطبقة المحرومة من الناس أفصح عن مكنوبات نفسه وسيرته في التعامل معها فيوصي عامله قائلًا له: «اللَّه اللَّه في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزمنى ...»، ثم يؤكد عليه: «فلا يشغلنك عنهم بطر فانّك لا تعذر بتضييعك التافه لاحكامه الكثير المهم. فلا تشخص همك عنهم، ولا تصعر خدك لهم، وتفقد امور من لا يصل إليك منهم ممن تقتحمه العيون، وتحقره الرجال» ولم تقتصر وصاياه عليه السلام بهذا المجال في هذا العهد فحسب، بل لم ينفك يؤكد ذلك في كل خطبة من خطبه وموعظة من مواعظه لعماله وولاته.

2- لقد سلك نهج البلاغة سبيل تحرير الإنسان من أسر الهوى‌ والشهوات التي تؤدي به‌

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست