responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 255

بن عمر ولم يجبر هم الإمام عليه السلام على‌ مبايعته‌ [1].

إننا نعتقد وعلى‌ ضوء المصادر الإسلامية المعتبرة أنّ النبي صلى الله عليه و آله قد إستخلف علياً عليه السلام بأمر الله، ولم يقتصر ذلك على‌ «غدير خم» بل أكده النبي صلى الله عليه و آله في عدّة مواضع ومناسبات، ورغم مخالفة البعض- لاسباب لايسعنا المجال إلى‌ الخوض في تفاصيلها- بعد رحيل النبي صلى الله عليه و آله مع ذلك فما أن قتل عثمان حتى تدفقت الامّة بشكل عجيب على الإمام عليه السلام وهى تعلن عن تظامنها ودعمها واسنادها للإمام عليه السلام؛ الدعم الذي لم تشهده النظم الديمقراطية طيلة تجاربها، بل قل نظيرها سوى‌ بعض النماذج التي حصلت على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله كبيعة الشجرة.

و ممّا لا شك فيه أنّ تلك البيعة إنّما كانت تنبع من معرفة الامّة بمنزلة علي عليه السلام وسعة علومه ومعارفه ومدى‌ ورعه وتقواه وزهده وادارته الناجعة التي لم يكن فيها من مكان للتيارات والتحزبات، فقد كانت من العفوية والإنسيابية بحيث سلبت زمام المبادرة من الخصوم لتجعلهم يعيشون حالة الدهشة امام عمل تم ولا سبيل إلى‌ الرجعة منه، ولو تركوا الامّة وحالها وتخلوا عن مؤامراتهم وغدرهم لنهض ذلك المجتمع نهضات ولعاش الاطروحة التي حملها له القرآن والمتمثلة بقيام مجتمع الحرية والعدالة.

و سنرى‌ لاحقا أنّ هذه العناصر المشبوهة العثمانية التي تطاولت على‌ بيت أموال المسلمين وردت الميدان السياسي لتعبث الناس وتتلا عب بمشاعرها الدينية وتقودها في خاتمة المطاف إلى‌ إشعال نيران الجمل وصفين والنهروان وتسدد تلك الضربات الموجعة للإسلام والمسيرة الإسلامية.

2- مصدر الانحرافات الاجتماعية

يعتبر الإمام عليه السلام- في هذه الخطبة- أنّ العامل الأصلي الذي يقف وراء الانحراف عن الحق في عصره (و في كل العصور) إنّما يكمن في حب الدنيا والاغترار بزخرفها وزبرجها الذي أجج نار حروب الجمل وصفين والنهروان، ثم يؤكد عليه السلام على‌ الآية الشريفة التي تصرح بأن الآخرة


[1] في ظلال نهج البلاغة 1/ 96.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست