responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 254

في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين».

فالعلو في الأرض والفساد والتكالب على‌ الدنيا وحطامها هما أساس الفرقة والاختلاف و التشتت في المجتمعات الإسلامية.

تأمّلات‌

1- البيعة الشعبية لأمير المؤمنين عليه السلام‌

إنّها البيعة التي لا يمكن مقارنتها بتلك التي حدثت مع الخلفاء الثلاث.

كانت بيعة عفوية شعبية عامة بعيدة عن البرمجة والتخطيط، بل نابعة من أعماق الامّة المستضعفة التي ذاقت الظلم والاضطهاد، فهى ليست كبيعة السقيفة التي مثل إتخاذ القرار فيها بعض الأفراد لترى‌ الامّة نفسها أمام نتيجة حسمت سابقاً، وهى ليست كبيعة عمر التي اسندت بطولتها لفرد واحد هو الخليفة الأول، وأخيراً ليست كبيعة عثمان التي استندت للشورى‌ السداسية وعلى‌ ضوء التركيبة التي شكلها عمر.

بل هى بيعة واقعية وحقيقيقة جردت ماسواها من إنتحال هذا الاسم بعد أن برمجت وخططت بهذه الكيفية.

فقد ذكر بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ الثوار الذين أودوا بحياة عثمان إتجهوا صوب الإمام علي عليه السلام ليبايعوه على الخلافة، فلم يجبهم فلما أصروا عليه، خاطبهم قائلًا:

«أنا لكم وزيراً خير مني اميراً».

حيث كان يعلم عليه السلام بأنّ سبقت هؤلاء في البيعة سيثير تهمة مفادها أنّ عثمان قتل مع سبق الاصرار والترصد طبق خطة مدروسة.

أضف إلى‌ ذلك فلو بايعوه، لزعم البعض أنّ قتلة عثمان فقط هم الذين بسطوا له أيديهم بالبيعة، وناهيك عمّا تقدم فانّ الإمام عليه السلام كان يتوسم فيهم عدم القدرة على إحتمال الحق؛ نعم فالحق ثقيل وبيى‌ء، إلّاأنّ الإمام عليه السلام فوجى‌ء بتقاطر المهاجرين والانصار الذين اصروا عليه بقبول الخلافة.

فلم يكن له من سبيل سوى قبولها، فارتقى المنبر عليه السلام لتندفع إليه الامّة زرافات ووحدانا وهى تعلن بيعتها له، ولم يشذ منها سوى النزر اليسير من قبيل سعد بن أبي وقاص وعبدالله‌

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست