يبدو أنّ الضمائر في العبارات الثلاث الاولى- بالاستناد إلى أنّ الإمام عليه
السلام أورد هذه الخطبة حين إنصرافه من صفين- تعود إلى القاسطين (أصحاب معاوية)
والخوارج المارقين؛ كما ذهب البعض إلى أنّها تعود إلى المنافقين، أو جميع أولئك
الذين خالفوا الإمام عليه السلام وهبوا لقتاله.
على كل حال فقد شبههم عليه السلام تشبيه دقيق فقال عليه السلام:
ثم يعود عليه السلام لبيان أوصاف آل محمد صلى الله عليه و آله بعبارات أكثر
صراحة ووضوح ضمن إشارته- كعادته في قلة الألفاظ وسعة المعاني- إلى منزلتهم
الرفيعة وحقوقهم السليبة فيقول:
[1] «فجور» من مادة «فجر» بمعنى الشق
في الشي ومن هنا يطلق الفجر على طلوع الصبح وكأن ضياء الصبح يشق حجاب الليل
المظلم، كما يصطلح على الأعمال غير المشروعة بالفجور لأنّها تخترق حجب الدين.
[2] «الغرور» بمعنى الغفلة في اليقظة،
ووردت بمعنى المكر والحيلة، والغرور بفتح الغين بمعنى الشيء الذي يخدع الإنسان
ويستغفله، كما فسر بمعنى الشيطان، لانه يخدع الناس بوعوده الكاذبة.
[3] «الثبور» من مادة «ثبر» على وزن
صبر بمعنى الحبس والهلاك والفساد الذي يصد الإنسان عن بلوغ الهدف.