responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 185

القسم الثاني: العصر الجاهلي‌

«وَالنَّاسُ فِي فِتَنٍ انْجَذَمَ فِيها حَبْلُ الدِّينِ، وَتَزَعْزَعَتْ سَوارِي الْيَقِينِ، وَاخْتَلَفَ النَّجْرُ وَتَشَتَّتَ الْأَمْرُ وَضاقَ الْمَخْرَجُ وَعَمِيَ الْمَصْدَرُ فالْهُدَى خامِلٌ وَالْعَمَى شامِلٌ عُصِيَ الرَّحْمَنُ وَنُصِرَ الشَّيْطانُ وَخُذِلَ الْإِيمانُ فانْهارَتْ دَعائِمُهُ وَتَنَكَّرَتْ مَعالِمُهُ وَدَرَسَتْ سُبُلُهُ وَعَفَتْ شُرُكُهُ أَطاعُوا الشَّيْطانَ فَسَلَكُوا مَسالِكَهُ وَوَرَدُوا مَناهِلَهُ، بِهِمْ سارَتْ أَعْلامُهُ، وَقامَ لِواؤُهُ، فِي فِتَنٍ داسَتْهُمْ بِأَخْفافِها وَوَطِئَتْهُمْ بِأَظْلافِها، وَقامَتْ عَلَى سَنابِكِها، فَهُمْ فِيها تائِهُونَ حائِرُونَ جاهِلُونَ مَفْتُونُونَ فِي خَيْرِ دارٍ وَشَرِّ جِيرانٍ نَوْمُهُمْ سُهُودٌ، وَكُحْلُهُمْ دُمُوعٌ بِأَرْضٍ عالِمُها مُلْجَمٌ وَجاهِلُها مُكْرَمٌ».

الشرح والتفسير

يصور الإمام عليه السلام بهذه العبارات القصيرة والبليغة أوضاع العصر الجاهلي وكأن السامع يشهد عن قرب تلك الأوضاع ويرى‌ نفسه في خضم ذلك العصر ليلمس الفوضى والبؤس والشقاء الذي كان عليه الناس. ولا نرى أنفسنا نبالغ إذا ما قلنا بأنّ الإمام عليه السلام قد إختصر كتابا ضخما بهذه العبارات الموجزة؛ الأمر الذي يعدّ دلالة اخرى‌ على‌ مدى‌ رصانة بيانه وعمق الفصاحة والبلاغة والروعة في التصوير والدقة في التعبير التي تشتمل عليها كلماته وخطبه عليه السلام. [1]


[1] طبقا لما ورد آنفا فان الواو في قوله «و الناس في فتن ....» حالية أي أنّ الله سبحانه بعث النبي صلى الله عليه و آله حين كان الناس على‌ هذه الحالة، إلّاأنّ بعض شرّاح نهج البلاغة إحتملوا أن الواو إبتدائية والعبارات رسمت صورة عن أوضاع الناس في عصر الإمام عليه السلام، غير أنّ هذا الاحتمال لا يبدو صحيحا والحق هو الاحتمال الأول، رغم انّ هذه العبارات يمكن أن تكون تحذيرا للُامّة في عصره من العودة إلى‌ عصر الجاهلية بفعل أمراض حب الذات واطاعة الاهواء.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست