responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 183

الشيطان، وإذا ما أشرقت شمس التوحيد على‌ جسم المجتمع البشري وروحه فانّه سيتخذ طابعا متبلورا في ظل أشعته الزاهرة. وإذا رأينا أمير المؤمنين ومولى المتقين علي عليه السلام الذي يمثل بدوره روح التوحيد لاينفك عن تكرار التعرض للتوحيد- في خطب نهج البلاغة- وتعليم أتباع مدرسة أهل البيت الاخلاص في التوحيد فإنّما يعزى ذلك إلى‌ ضرورة الابقاء على‌ جذوة هذه الشعلة الخالدة متقدة في القلوب وري أرض الحياة بهذه المياه العذبة لتورق ثمار أشجارها وتنضج في ظل صبغة التوحيد الإلهية.

و ممّا لا شك فيه أنّ الشهادة بالنبوة والالتفات إلى‌ وظائفها ومسؤولياتها وكتبها السماوية إنّما يعدّ أفضل أرضية خصبة لبلورة حقيقة التوحيد في أعماق كيان الإنسانية.

2- التوحيد الخالص الذي طبع حياة أميرالمؤمنين عليه السلام‌

كان علي عليه السلام مجسمة التوحيد ومظهره التام قبل أن يدعو الآخرين لهذه الحقيقة الخالصة.

لم يسجد لصنم طرفة عين طيلة حياته قط ليلوث صفو روحه غبار الشرك. كان لا يفعل شيئا إلّاويرى‌ الله فيه وقبله ومعه لايروم سوى رضاه.

كما وقف كالطود الشامخ يشد أزره ويذود عنه بغية استتباب التوحيد والعبودية. ولا يخفى على‌ أحد موقفه في الخندق ومبارزته لعمرو بن العاص، فقد صرعه الإمام عليه السلام وأو شك أن يقتله؛ وقد أصيب جيش الإسلام بالذهول حين رأى‌ الإمام عليه السلام قد انصرف عن قتله (و لعله نهض من عنده وتركه لمدّة بعد أن تجول في الميدان) ثم عاد إليه وقتله.

فلما سسئل عن علة ذلك قال عليه السلام:

«قد كان شتم أمي وتفل في وجهي فخشيت أن أضربه لحظ نفسي فتركته حتى سكن ما بي ثم قتله في الله» [1]

وقد وقف بكل قوة تجاه بعض أصحابه الذين اعترضوا عليه بالتسوية في العطاء من بيت المال قال:

«أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه! والله لا أطور به ما سمر سمير، وما أم نجم في السماء نجماً! لو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنّما المال مال الله». [2]

ولما كان يقف للصلاة كان يستغرق في صفات الله وجلاله وجماله بحيث لم يكن يرى‌ سوى الله ولا يفكر في سواه، حتى ورد في الأخبار أن سهما أصاب رجله في موقعة أحد وكان يصعب سله من رجله فأمر


[1] مناقب ابن شهر آشوب، 2/ 115 (مستدرك الوسائل؛ 18/ 28 وبحار الانوار، 41/ 51).

[2] نهج البلاغه، الخطبة 126.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست