responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 177

تكون مقولة عقيب انصرافه عليه السلام من صفين، لأنّه انصرف عنها وقتئذ مضطرب الأمر، منتشر الحبل، بواقعة التحكيم، ومكيدة ابن العاص، وما تم لمعاوية عليه من الاستظهار، وما شاهد في عسكره من الخذلان، وهذه الكلمات لا تقال في مثل هذه الحال، وأخلق بها أن تكون قيلت في ابتداء بيعته، قبل أن يخرج من المدينة إلى البصرة، وأنّ الرضي رحمه اللَّه تعالى نقل ماوجد، وحكى ماسمع والغلط من غيره، والوهم سابق له، وما ذكرناه واضح. [1]

وقد صرّح بعض العلماء بأنّ هذا الكلام ينبغي ألا يقال بشأن فرد يعتبر علماً في العلم وبحراً من الوقار واسطورة في الجهاد والمقاومة. فانّ فرداً مثل علي عليه السلام لاتهزه هذه الحادثة وأنى للاضطراب والقلق من سبيل إلى هذه الروح الملحمية والأفكار الربانية التي كان يتحلى بها علي عليه السلام. بل بالعكس وكما أوردنا سابقاً فان الإمام عليه السلام يحذر- في هذه الخطبة- الامّة من الاستسلام إلى الدعايات السامة والمشاريع الشيطانية التي كان يمارسها ولاة الشام ومن مغبة العودة القهقري إلى العصر الجاهلي والصمود في الذود عن الحق بعد أن عاد إلى أهله. وعليه فلا يبدو رأي ابن أبي الحديد صائباً في أن معاوية هو الذي انتصر في الميدان ولا سيما قول الإمام عليه السلام:

«الآن إذا راجع الحق إلى اهله»

وذلك للأسباب التالية:

أولًا: أنّ معاوية لم يكسب تلك المعركة قط، غاية مافي الأمر أنّه نجى من هزيمة منكرة بفعل خدعة عمرو بن العاص فما زال الإمام عليه السلام يرى الحق (هو وأهل بيته) ويحذر الامّة من التغابي عنه إلى جانب الذود عنه وعدم زحزحته عن أهله.

ثانياً: إنّ التحكيم الغادر لعمرو بن العاص- وخلافاً لما يراه الكثيرون- لم يحصل في صفين بحضور الإمام عليه السلام بل وقع بعيد بضعة أشهر، والطريف أنّ ابن أبي الحديد قد صرّح بهذا المعنى في موضع آخر من شرحه. ونخلص ممّا سبق إلى أنّ الدليل الذي حاول أن يتمسك به ابن أبي الحديد والذي تمثل بالجملة الأخيرة في الخطبة لإثبات صحة مدعاه في أنّ الخطبة صدرت بعد موقعة صفين، هو دليل باطل وشاهد عاري من الصحة.


[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 143.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست