لا يعلم أي الأحكام الدينية أشار إليها الإمام عليه السلام بعد بيانه لخصائص
القرآن، لأننا نعلم بأنّ السيد الرضي- جامع نهج البلاغة- لم يروم ذكر خطبه عليه
السلام بصورة كاملة بقدر ما كان يختار منها بعض القطوف، مع ذلك فان التأكيد على
فريضة الحج من بين سائر الفرائض الإسلامية المختلفة والفردية وفي خطبة تكفلت
بالحديث عن بداية نشوء الخليقة والمراحل المختلفة لسير الإنسان منذ انطلاقته حتى
انبثاق الدعوة الإسلامية بظهور خاتم الأنبياء محمد المصطفى صلى الله عليه و آله
إنّما يتضمن معناً ومفهوماً خاصاً، كما يفيد أن حج بيت اللَّه الحرام يمثل عصارة
الفكر الإسلامي وشموليته للمسائل المهمّة الفردية والاجتماعية والتربوية
والأخلاقية والسياسية، وهذا ما سنتطرق إليه في آخر البحث. ونخوض الآن في تفسير هذا
القسم من الخطبة: