responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 145

الناس المعارف الإلهية الحقة وبيان آيات القدرة وعظمة خالق الوجود، فانهم يلفتون انتباه الناس إلى الحوادث ذات الدروس والعبر من قبيل حلول الأجل وانتهاء العمر وآجال النعم المادية واستعراض المحن والخطوب والوقائع الشديدة. فالعبارات الواردة في الخطبة إشارة اخرى لفلسفة الأحداث الخطيرة التي تنطوي عليها الحياة البشرية، بحيث لولا هذه الأحداث لغطت البشرية في سبات عميق وحجاب من الغفلة يتعذر معه صحوتها وافاقتها من سيادتها. [1]

3- دور الدين في الحياة

الدرس الآخر الذي تعرضت له الخطبة هو دور الدين في حياة الإنسان ولولا الأنبياء لتاهت البشرية في غياهب الشرك والوثنية وعبادة الأصنام ولاستحوذت عليها الشياطين وحالت دون عبوديتها ومعرفتها باللَّه، وذلك لأنّ العقل بمفرده لا يسعه الأخذ بيد الإنسان إلى السعادة بعد تجاوز موانع الطريق ومعوقاته.

صحيح أنّ العقل نور خالد إلّاأنّ شعاعه باهت خافت مالم يستند إلى ضياء الوحي الذي يخترق المكان ولا يقف عند حدود فيهديه في اجتياز ظلمات الطريق. ومن هنا تتضح جسامة الخطأ الذي أصاب البراهمة الذين تنكروا لبعثة الأنبياء وارسال الرسل. ولو كان العقل يدرك كافة أسرار الإنسان الباطنية والظاهرية ويحيط بالعلاقة التي تحكم الماضي والحاضر والمستقبل ولا يخطئ في تشخيصه للأحداث لأمكن القول بالاكتفاء بإدراكه وفهمه لكافة وقائع الحياة في هذا العالم والعالم الآخر، غير أنّ محدودية هذا الفهم والإدراك‌وضآلة المعاليم مقارنة بالمجاهيل (وهى المعاليم التي تتسم بالسعة والشمولية) لا تجعل من الصواب الاستناد إليها بمفردها.

طبعاً لا ننكر أنّ العقل هو حجة اللَّه؛ الأمر الذي أكده الإمام عليه السلام في هذه الخطبة، بل تواترت الروايات التي صرّحت بأنّه «الرسول الباطني» حيث ورد في الحديث المروي عن الإمام‌


[1] للوقوف على تفاصيل هذا الموضوع، انظر كتاب نفحات القرآن 4/ 440 فصاعداً.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست