responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 136

قبيل أشجار الدنيا. فشجرة الجنّة تحمل أنواع الثمار. ولما كرم اللَّه آدم عليه السلام واسجد له الملائكة واسكنه الجنّة حدث نفسه: هل خلق اللَّه خلقاً أكرم منّي؟ فأراه اللَّه مقام محمد وآل محمد صلى الله عليه و آله فتمنى أن يبلغ مقامهم» [1]. جدير بالذكر أنّ التوراة صرّحت بأنّ الشجرة المحظورة كانت شجرة العلم والمعرفة (معرفة الحسن من القبيح) وشجرة الحياة الخالدة وقد نهى اللَّه آدم وحواء من التناول من تلك الشجرة فيحصلا على المعرفة ويصبحا خالدين كاللَّه. [2]

وتكفي هذه العبارة لوحدها في إثبات تحريف التوراة الفعلية عن التوراة الحقيقية، حيث تثبت أنّها من وضع الأفراد والجهال الذين يرون العلم والمعرفة مثلبة على آدم وأنّه استحق الطرد من الجنّة بسبب هذا الذنب. وكأن الجنّة لا تسع ذوي العلم والمعرفة، وهنا لابدّ من الإشارة إلى أنّ بعض الروايات التي ذهبت إلى أنّ الشجرة المحظورة كانت شجرة العلم والمعرفة إنّما هى روايات موضوعة أخذت عن التوراة المحرفة.

4- الكلمات التي تاب اللَّه بها على آدم عليه السلام.

لقد تحدث الإمام عليه السلام في الخطبة عن تلقي آدم عليه السلام لكلمة الرحمة من اللَّه سبحانه دون الدخول في تفاصيل هذه الكلمة. القرآن من جانبه أيضاً أشار من بعيد إلى هذه المسألة دون الحديث عن ماهيتها وكنهها. إلّاأنّ الذي يفهم من هذه التعابير أن تلك الكلمات كانت تتضمن مسائل مهمة، فقد صرّح البعض بأنّ المراد بالكلمات هو الاعتراف بالخطأ، وهذا ما أشارت إليه الآية 23 من سورة الأعراف: «رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ». كما استدل البعض الآخر على هذا الاعتراف بالتقصير وطلب المغفرة بالعبارة: «لا إله إلّاأنت سبحانك وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي أنّك خير الغافرين» [3] وقد ورد مثل هذا المعنى في بعض الروايات عن الإمام الباقر أو الصادق عليهما السلام. [4]

بينما صرّحت أغلب الروايات بأنّ تلك الكلمات كانت أسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن‌


[1] نور الثقلين 1/ 60 (بتلخيص).

[2] التوراة، سفر التكوين، الفصل الثاني، رقم 17.

[3] بحار الأنوار 11/ 181.

[4] تفسير نور الثقلين 1/ 67.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست