responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 133

الصالحين، بينما ذهبت جماعة اخرى إلى أنّها كانت جنّة دنيوية غنية بحدائقها وبساتينها، وقد استدلت هذه الجماعة ببعض الأدلة فيما اعتقدت:

بادئ ذي بدء أنّ الجنّة الموعودة بعد القيامة هى جنّة خالدة لا يعتريها الخروج. وقد يقال فاذا كانت كذلك فأنى لابليس الذي يفيض كفراً وعناداً وطغياناً أن يدخل هذه الروضة المقدسة؟

فاذا قيل بأن إبليس لم يوسوس لآدم في الجنّة قط، بل وسوس له وقد وقف خارجاً على بابها، قلنا بانّ ذلك لا ينسجم وما صرّحت به الآية 36 من سورة البقرة التي قالت: «وَقُلنا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ» التي تشمل آدم وحواء وابليس معاً.

أضف إلى ذلك فقد صرّحت الروايات الكثيرة الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أنّ تلك الجنّة كانت من جنان الدنيا.

فقد جاء عن حسين بن بشار أنّه قال: سألت الإمام الصادق عليه السلام عن جنّة آدم، فقال عليه السلام:

«جنّة من جنان الدنيا يطلع عليها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبداً» [1].

كما أورد المرحوم الكليني في الكافي عن حسين بن ميسر مثل هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام‌ [2]- امّا الإشكال الوحيد الذي يرد على هذا الكلام فانما يكمن في العبارة السابقة من هذه الخطبة

«نفاسة عليه بدار المقام»

، لكن من الممكن أن يكون معنى هذه العبارة هو أنّه لو لم يرتكب هذه المخالفة لبقى مدّة طويلة في هذه الجنّة ثم يهبط إلى الأرض، إلّاأنّه تركه للاولى أسرع في إخراجه من الجنّة وهبوطه إلى الأرض، أو أن يقال أنّه أراد سبحانه أن يحرم آدم من جنّة الخلد، فلو كان آدم مطيعاً لأوامر اللَّه لالتمس طريقه إلى تلك الجنّة.

2- هل اقترف آدم معصية؟

يرى‌ أولئك الذين يجوزون ارتكاب الذنب على الأنبياء- ولاسيما في مثل هذه الامور- أنّ‌


[1] بحار الانوار 11/ 143، ح 12.

[2] الكافي 3/ 247، باب جنّة الدنيا، ح 2.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست