الشرح والتفسير كان الحديث في مامضى عن
اختبار الملائكة وتمرد ابليس، بينما تطرق الحديث هنا عن امتحان آدم والنتيجة التي
تمخض عنها هذا الامتحان. ونقول هنا ما تفيده بعض الآيات القرآنية هو أنّ آدم قد
خلق للعيش في الأرض. فقد قال سبحانه وتعالى في الآية 30 من سورة البقرة «إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً»، كما أشارت الآية 36 من نفس السورة إلى المراد بالأرض موضع
غير الجنّة (الجنّة بأي معنى كانت): «وَقُلنا
اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ
وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ».
على كل حال كان لابدّ لآدم من دورة تدريبية وامتحان إلهي يمده بتجربة ليتعرف
على المفاهيم من قبيل الأمر والنهي والتكليف والطاعة والمعصية والندم والتوبة
ويتعرف عن قرب على عدوه، ومن هنا أسكنه اللَّه الجنّة وأباح له التمتع بنعيمها ولم
يحظر عليه سوى الاقتراب من تلك الشجرة، إلّاأنّ وساوس الشيطان ومكره وحيله قد أثرت
في آدم ودفعته إلى ترك الاولى، فتناول من تلك الشجرة ويهبط من الجنّة؛ الأمر الذي
أدى بالتالي إلى يقظته وعودته