responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 123

السجدة كانت تنطوي على بعدين؛ أحدهما عباة اللَّه والآخر تكريم آدم عليه السلام. وشبيه ماذكر سابقاً هو ماورد في الآية 100 من سورة يوسف‌ «وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلى‌ العَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً». فقد جاء في الحديث الذي روي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام بشأن الآية السابقة أنّه قال:

«أمّا سجود يعقوب وولده فانّه لم يكن ليوسف وإنّما كان من يعقوب وولده طاعة للَّه‌وتحية ليوسف كما كان السجود من الملائكة لآدم».

3- أسئلة واستفسارات بشأن خلق الشيطان‌

هنالك عدّة أسئلة واستفسارات بشأن خلق الشيطان وسوابقه وتمرده على الأوامر الإلهية ومن ثم امهاله حتى الزمان المعلوم، وبالطبع فانّ المقام لا يسع الاسهاب والوقوف على التفاصيل، ولذلك سنقتصر على التعرض بأطناب لهذه المواضيع.

سؤال:

مهل ابليس من الملائكة؟ إنّ كان الجواب بالإيجاب فلم ارتكب تلك المعصية الخطيرة مع أن الملائكة معصومون، وإن كان الجواب بالنفي في أنّه لم يكن من الملائكة، فما علة ذكره في عداد الملائكة على لسان الآيات القرآنية؟

جواب:

يقيناً لم يكن من الملائكة، فقد صرّح القرآن قائلًا: «كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ» [1]، إلّا أنّه قد اصطف مع الملائكة أثر جهوده في الطاعة والعبودية ولذلك عد واحد منهم، ولهذا السبب أيضاً وردت بعض خطب نهج البلاغة بما فيها الخطبة رقم 192 المسماة بالقاصعة التي عبرت بالملك عن ابليس؛ وناهيك عن ذلك فقد صرّح نفسه قائلًا: «خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ» [2] ونعلم جميعاً بأنّ الجن قد خلقوا من النار لا الملائكة، وهذا ما صرّحت به الآية الخامسة عشرة من سورة الرحمن‌ «وَخَلَقَ الْجانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ»، وقد أشارت بعض روايات أهل البيت عليهم السلام إلى هذا المعنى أيضاً [3]. أضف إلى ذلك فقد أشار القرآن إلى ذرية ابليس وولده‌


[1] سورة الكهف/ 50.

[2] سورة ص/ 76.

[3] مجمع البيان 1/ 82، ذيل الآية 34 من سورة البقرة.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست