4- لقد أصبح لآدم ذرية ثم تكاثرت هذه الذرية فكونت المجتمعات البشرية ثم بعث
اللَّه أنبيائه عليهم السلام بكتبه السماوية المقدسة من أجل هداية الناس وتنظيم
شؤون المجتمعات البشرية والأخذ بأيديها إلى حيث السمو الروحي والرفعة والكمال.
5- المجتمعات البشرية من جانبها خطت خطوات عريضة نحو التكامل حتى تأهلت لتقبل
الدين الخاتم حيث اصطفى اللَّه رسوله محمد صلى الله عليه و آله فبعثه بالقرآن
الكريم لهداية الإنسانية وانقاذها من خلال اطروحته التي تتضمن السعادة والفلاح، ثم
تحدث الإمام عليه السلام عن القرآن.
مراحل خلقة آدم عليه السلام من الناحية الجسمية والروحية
قال الإمام عليه السلام بشأن خلق جسم آدم عليه السلام:
فالعبارة تشير إلى خلق الإنسان من التراب من جهة، كما تشير من جهة اخرى أن ذلك
التراب مركب من جميع المواد المختلفة على وجه الأرض لتنطوي على مختلف الاستعدادات
وتشمل التنوعات والتقلبات التي تحتاجها المجتمعات البشرية في مختلف مجالات حياتها،
ثم أشارت إلى مادة اخرى هى الماء والتي اختلطت بالتراب فقال عليه السلام بهذا
الشأن
«سنها [4] بالماء حتى خلصت ولاطها [5] بالبلة حتى
لزبت [6]».
فالواقع أنّ دور الماء هو خلط تلك الأجزاء المختلفة مع بعضها وتخليصها من
شوائبها وارساء الوشيجة والرابطة بين هذه الأجزاء. ثم أشار عليه السلام إلى مسألة
تبلور خلقة الإنسان من ذلك التراب والطين فقال عليه السلام: