و أُخرى يقولون: لن نؤمن ما لَمْ نرَ اللَّهَ والملائكة جهرة.
وتارة اخرى يقولون: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً أو تكون لك
جنّة من نخيل وعنب وتفجر الأنهار خلالها تفجيرا، كما في سورة (الإسراء) في الآيات
90، 93.
كما أنّ هناك أمثلة ونماذج اخرى ذكرت في القرآن الكريم.
في الحقيقة أنّ ذوي العلم يكتفون بدليل منطقي واحد، وإذا تعددت الأدلة عندهم
ازدادوا رسوخاً وإيماناً.
لكن المتعصبين والجاهلين المعاندين غير مستعدين للتخلي عن عقائدهم وخرافاتهم،
فيتمسكون كل يوم بحجّة في سبيل الهرب من الحقيقة، وإذا ما دُحِضَتْ حجتهم تركوها
وتمسكوا بحجة اخرى، ذلك لأنّ هدفهم ليس طلب الحقيقة بل التملص منها [1].
إنَّ كلمة «التماثيل» جمع «التمثال» والتي تعني الموجود الذي له وجه، وتطلق
على التماثيل المنحوتة والرسوم.
وكلمة «عاكفون» مشتقة من مادة «عكوف» وتعني التوجه المستمر نحو شيءٍ
والمتزامن مع التعظيم، واصطلاح «اعتكاف» يطلق على العبادة الخاصة المعروفة التي
تقام في المسجد وهي مشتقة من نفس المادة.
نعم، إنَّ عبدة الأصنام لم يكن لهم دليل منطقيٌّ على عملهم القبيح هذا،
وغالباً ما كانوا
[1]. يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
«الجاهل صغير وإن كان شيخاً كبيراً والعالم كبير وإن كان حدثاً». (بحار الأنوار، ج
1، ص 183).