إنّ معلم
الكون العظيم تارة يعلم آدم الأسماء، وتارة اخرى يعلم الإنسان ما يحتاجه ومالم
يعلمهُ (بواسطة التكوين والتشريع).
وتارة يوعز
للإنسان بتناول القلم لِتَعلّمِ الكتابة، وتارةً اخرى يجري على لسانه حرفاً أو
حرفين ويعلمه الكلام، وهذا يكشف عن احدى صفاته عزوجل هي تعليم العباد، التعليم
الذي هو وسيلة للمعرفة.
إنّ هذا
الخطاب الذي ورد في الآية كان موجهاً للملائكة بعد أن أمرهم بأن يسجدوا ويخضعوا
لخليفته (آدم) عندما خلقه، لكي يوقروه بعد علمهم بمكانته وتفوقه عليهم، وقد فهم
الملائكة أهلية آدم عليه السلام لخلافة اللَّه سبحانه وتعالى في الأرض بعد أن
وجدوا فيه القابلية والاستعداد لتقبل العلم والمعرفة بأقصى درجاتهما، كما أعربوا
عن شديد أسفهم وندمهم حيال ما ساورهم من تردد أو استفسار عن أهليته للخلافة
الإلهيّة في بادىء الأمر [1].
[1]. يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله:
«أكثر الناس قيمة أكثرهم علماً وأقل الناس قيمة أقلهم علماً». (بحارالأنوار، ج 1،
ص 164).