إنّ الخوف سواء كان بمعنى الخوف من اللَّه أو من عذابه أو من الذنب والمعصية
(لأنّ جميعها ترجع إلى معنى واحد)، يُعِدُّ الأرضية لروح الإنسان لتقبل الحقائق
والمعارف، الإنسان ما لم يشعر بالمسؤولية لا يتجه نحو مصادر المعرفة ولا يبحث في
آيات الآفاق والأنفس والتكوين والتشريع.
وخلاصة الحديث، أنّ الحركة نحو العلم والمعرفة كأي حركة اخرى تحتاج إلى محرك،
والمحرك يمكنه أن يكون أحد الامور التالية:
1- جاذبية العلم والعشق للمعرفة التي أُودعتْ في روح الإنسان منذ البداية.
2- الاطلاع على النتائج المثمرة والآثار القيمة للمعرفة، ووصول الإنسان إلى
المراحل الرفيعة تحت ظلها.
3- الشعور بالمسؤولية والخوف من العواقب المؤلمة لفقدان المعرفة والجزاء
الترتب عليها.
إنّ كلًا من هذه الامور يمكنها أن تهيء الأرضية المناسبة لطيّ هذا الطريق
المليء بالتعرجات، وإذا ما تعاضدت هذه الامور مع بعضها البعض، فإنّ الحركة نحو
المعرفة ستكون أسرع وأعمق وأكثر ثماراً.
وآخر الحديث: إنّ أكبر فخر للإنسان هو العلم والمعرفة، والجاهلون هم موتى
الأحياء.
إنّ بلوغ مرحلة المعرفة الكاملة، لا يتم إلّامع توفر الأسباب ورفع الموانع
والحجب وتهيئة الأرضية المناسبة.