«الشيطان» معنى واسعاً يشمل شياطين
الجن والانس، كما أنّ ذكر كلمة «فلان» وبصيغة النكرة قرينة واضحة على اطلاق
المفهوم [1].
وقد قيل في تفسير «شركاء المشركين» الذين ذُكروا في الآية 137 من سورة
الأنعام:
«وَكَذَلِكَ
زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ
لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِيْنَهُمْ»، أنّهم المتولون لمعابد الأصنام، حيث كانوا يغوون الناس ويغرونهم لتضحية
أولادهم للاصنام، وبهذا التبس عليهم الحق، والقي حجاب على عقولهم وأفكارهم.
وعلى هذا التفسير، فإنّ الآية تُعدُّ شاهداً واضحاً على بحثنا أي أنّ
الأصدقاء المضلين يشكلون حجاباً للعقل يمنعه عن المعرفة.
توضيح:
دور الأصدقاء في التأثير على طريقة التفكير عند الآخرين:
يشاهد في الروايات الإسلامية تعابير كثيرة في هذا المجال، تكشف عن أنّ
الأصدقاء المنحرفين والمستشارين الضالين يمكنهم السيطرة على فكر الإنسان وتغيير
موازين عقله وإغلاق طريق الحق عليه، ونذكر هنا نماذج من الروايات التي تشير إلى
ذلك:
1- نصح الإمام علي عليه السلام ابنه الحسن يوماً قائلًا له: