responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 284

وَيصرح القرآن: أنّ الأمر ليس كما يتوهم هؤلاء، وقولهم هذا سببه الصدأ الذي أحاط قلوبهم وحال دون أن يعقلوا شيئاً.

لقد استخدمت مفردة «رَيْن» في هذه الآية الكريمة، وقد قلنا سابقاً: أنّ لها معاني ثلاثة (على‌ ما يدعيه أئمّة اللغة) الأول: الصدأ الذي يعلو الأشياء القيّمة، الثاني: الصدأ الذي يعلو الفلزات وهو علامة تآكل وفساد ذلك الفلز، الثالث: كل شي‌ءٍ غلب على‌ شي‌ءٍ آخر، ولهذا تستعمل هذه المفردة في مجال غلبة الشراب المسكر على‌ العقل وغلبة الموت على‌ الأحياء، وغلبة النوم على‌ العيون‌ [1].

وبالطبع يمكن جمع هذه المعاني الثلاثة في مفهوم واحد وهو الصدأ الذي يستحوذ على‌ الأشياء ويعلوها، ثم اطلقت هذه المفردة على‌ غلبة كل شي‌ءٍ على‌ شي‌ءٍ آخر.

ونستشف من هذه الآية أنّ الإثم يعكر صفاء القلب بحيث يمنع انعكاس الحقائق في هذه المرآة الإلهيّة، وإلّا فإنّ آيات اللَّه خصوصاً في مسألة المبدأ والمعاد واضحة ولا تقبل الانكار.

ولهذا فقد قال بعض المفسرين: يظهر من هذه الآية أولًا: أنّ الأعمال القبيحة تُوجِد نقوشاً وصوراً في نفس الإنسان، وثانياً: أنّ هذه الصور والنقوش تحول دون إدراك الحق.

وثالثاً: إنّ روح الإنسان- وحسب طبيعتها الأولية- صافية وشفافة، وتدرك الحقائق كما هي، وتميز بين الحق والباطل وبين التقوى‌ والفجور، كما جاء ذلك في الآيات‌ «وَنَفْسٍ وَمَا سَوّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا» [2]. (الشمس/ 7- 8)

وقد حلل مفسرون آخرون المسألة بشكل ملخص آخر.

عندما يكرر الإنسان عملًا ما فإنّ ملكة نفسانية لذلك العمل ستحصل عنده تدريجياً، كالقراءة والكتابة، ففي البداية يشق عليه الأمر، وبعد الممارسة يتمكن منهما بدرجة لا يحتاج فيهما إلى‌ فكر ودراسة.


[1]. تفسير الكبير، ج 31، ص 94؛ تفسير روح المعاني، ج 3، ص 72.

[2]. تفسير الميزان، ج 20، ص 349.

نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست