responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 266

أنّ له بنياناً قوياً ومحكماً استعملت هذه المفردة بمعنى‌ الشدة والاستحكام، ويوم عصيب يعني يوم شديد وصعب، ولهذا يطلق «التعصب» على‌ حالة الإرتباط الشديد بشي‌ء، كما أن «العُصْبة» على وزن أسوة تعني جماعة من الرجال (المقتدرين) الذين لا يقلون عن عشرة، وأمّا «عَصَبة» فتعني أقارب الرجل من جهة الأب‌ [1].

إنّ‌ «اللجاجة» وهي من مادة «لجّ» هي التمادي في العناد، وملازمة أمر ما وعدم الانصراف عنه، و «اللجّة» تعني حركة أمواج البحر، أو التباس ظلمات الليل، و «البحر اللّجي» هو البحر الواسع والمتلاطم، والتلجلج في الكلام هو التردد فيه، أو اختلاط الأصوات‌ [2].

النتيجة:

إنّ التعصب واللجاجة والعناد يتلازم أحدها الآخر، لأنّ الارتباط الشديد بشي‌ء يدعو الإنسان إلى‌ الالحاح والعناد والدفاع عنه بدون قيد أو شرط.

بالطبع قد يستعمل التعصب بمعنى‌ الانحياز والإرتباط بالحق، إلّاأنّ الاستعمال الغالب له هو الإرتباط بالباطل.

إنّ منشأ التعصب واللجاجة والعناد- بجميع أشكالها- هو الجهل والقصور الفكري، لأنّ صاحب التعصب واللجاجة يظن أنّه إذا تخلى‌ عن عقيدته ورأيه فهذا يعني تخليه عن كلِّ شي‌ءٍ، أو أنّ هذا إهانة لشخصيته.

وقد يكون منشأه هو التكبر والغرور اللذين يمنعانه من الخضوع أمام الحق والتسليم له، وقد يكون منشأه عوامل أخرى‌.

إنّ التعصب واللجاجة يجعلان ستاراً قاتماً على‌ العقل لا يسمح للإنسان أن يرى‌


[1]. كتاب العين، والمفردات، ومجمع البيان، ولسان العرب.

[2]. المصدر السابق.

نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست