وقد جاء في بعض التفاسير: إنّ التعبير ب «في قلوبهم مرض» يصدق في موارد كهذه
الموارد، من حيث إنّ غاية القلب (العقل) الخالص هو معرفة اللَّه وعبوديته، وكل صفة
منعت وحجبت عن غاية القلب هذه، قيل لها مرض (لأنّها تحجب الهدف وتمنعه من الظهور) [1].
ولهذا جاء في الآية 7 سورة المنافقين:
«وَلكِنَّ الْمُنَافِقِيْنَ لَايَفْقَهُونَ».
كما قد جاء في حديث الإمام الباقر عليه السلام: «إنّ القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان وقلب منكوس وقلب مطبوع وقلب أزهر
أجرد» فقلت ما الأزهر؟ قال: «فيه كهيئة السراج، فأمّا المطبوع فقلب المنافق، وأمّا
الأزهر فقلب المؤمن إن أعطاه شكر وإن ابتلاه صَبَر، وأمّا المنكوس فقلب المشرك»[2].
وننهي حديثنا هذا بكلام للإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «النفاق على أربع دعائم على الهوى والهوينا والحفيظة
والطمع»[3].
ونعلم أنّ كلًا من هذه الامور الأربعة تشكل حجاباً سميكاً أمام نظر العقل.