وقد ذكر البعض معنيين لهذه المفردة: (الصعود والارتفاع) و (السقوط)، وذكر بعض
آخر معنى واحداً لها وهو (الارتفاع والسقوط إلى الأسفل) وهذا في الحقيقة تركيب
من المعنيين السابقين.
وقال البعض: إنّ الهُوىّ يعني «السقوط» والهَويّ يعني «الصعود» [1].
جمع الآيات وتفسيرها
إتباع الهوى يُعمي القلب:
تحدثت الآية الاولى عن اتخاذ الهوى إلهاً واتباعه، والتضحية لأجله بكل ما
يملك، وكل من كان كذلك فسوف يختم على قلبه وعلى سمعه ويجعل على بصره غشاوة، فلا
يهتدي بعد ذلك، فلنقرأ الآية:
«أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ الهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ ...».
والآية الثانية تحدثت عن فريق من اليهود المعاندين حيث كلما جاءتهم رُسُل
اللَّه وأتوا بما يخالف أهواءهم، قاموا بتكذيب بعضهم وقتل البعض الآخر، إنّ عنادهم
هذا جعل حجاباً بينهم وبين الحقائق، فيرون أنفسهم آمنين من عذاب اللَّه، حيث تاب
اللَّه عليهم، وشملتهم رحمته الواسعة في المرة الاولى، لكن في المرة الثانية
شملتهم نقمته، وذلك لنقضهم عهدهم وطغيانهم، فعموا وصمّوا.
وهذه من المردودات السلبية لاتباع الهوى، حيث يهرقون دماء الأنبياء ولا
يدركون قبح عملهم.
إنّ التعبير ب «يقتلون» بصيغة المضارع يدل على أن ديدن هذا الفريق من اليهود
هو قتل الأنبياء لما يأتون به من الشرائع المخالفة لأهوائهم.