بنحو أكثر
وتدل على سعة هذه الرحمة، ولكن البعض يرى أنّ كليهما صفة مشبهة أو أنّ كليهما صفة
مبالغة، ولكن مع ذلك صرحوا بأنّ الرحمن تفيد معنى المبالغة الكثيرة
[1].
2- وقال
البعض: إنّ الرحيم صفة مشبهة وتُفيد الإستمرار والثبات، لذلك هي مختصة بالمؤمنين،
لكن الرحمن صيغة مبالغة ولا تدل على المعنى المذكور.
3-
«الرحمن» اسم خاص باللَّه ولا يطلق على غيره، في حين أنّ الرحيم يقال
للَّهولغيره، وهذا دليل على أنّ مفهوم الرحمن يدل على رحمة أوسع.
4- هناك
قاعدة معروفة في الآدب العربي وهي: (زيادة المباني تدل على زيادة
المعاني)، يعني أنّ الكلمة التي حروفها أكثر فإنّ مفهومها يكون أكبر وحيث إنّ
(رحمن) خمسة أحرف و (رحيم) أربعة أحرف فمفهوم (رحمن) أوسع
[2].
5- كما أنّ
البعض استفاد هذا المعنى من آيات القرآن حيث إنَ
(الرَّحمن)، ذكر غالباً بنحو مطلق، في حين أنّ (رحيم) ذكر مقيداً في كثير من
الموارد، مثلًا، قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ
لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ». (البقرة/ 143)
أمّا الرحمن
فذكر من غير قيود فهو يدل على عموم رحمته.
6- وتشهد بعض
الروايات على هذا الاختلاف، ففي حديث ذي مغزى ومعانٍ عن الإمام الصادق عليه
السلام نقرأ: «الرحمن اسمٌ خاص بصفة عامة والرحيم اسم عام بصفة خاصة»[3].
ولكن مع هذا
لا يمكن أن ننفي استخدام الكلمتين في معنى واحد، كما ورد في دعاء الإمام الحسين
عليه السلام في يوم عرفة: «يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما»
ويمكن أن يعدّ هذا استثناءً فلا ينافي الاختلاف المذكور.
«مجراها» و «مرساها»: كلتا
الكلمتين اسم زمان أو اسم مكان بمعنى مكان الحركة
[1]. راجع تفاسير مجمع البيان وروح المعاني
والميزان، ج 1، ص 20 و 55 و 16 على التوالي.