responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 196

الحواس الظاهرية، مثل الرؤية بالعين، والسماع بالاذن، أو بواسطة الحاسة الشامة، وقد يحصل عن طريق الحواس الباطنية مثل الاحساس بالجوع أو الشبع والهم والغم، وقد يحصل عن طريق العقل مثل وجدان اللَّه بالاستدلال العقلي والبراهين المختلفة.

كلمة «تمثّل» من مادة «مُثُول» ويعني الوقوف أمام شخصٍ أو شي‌ءٍ، ويقال مُمَثَّل بشخصٍ أو شي‌ءٍ أي ظهر في صورة شخص أو شي‌ءٍ آخر، وقد تكرر موضوع التمثل في الروايات الإسلامية والتواريخ، منها ظهور ابليس في «دار الندوة» أمام المشركين وهم يخططون لقتل الرسول متمثلًا في شكل رجلٍ صالح وخير.

ومنها تمثل الدنيا في صورة امرأة جميلة وفاتنة أمام الإمام علي عليه السلام وعدم استطاعتها من النفوذ في قلبه الطاهر وقصتها معروفة، ومنها تمثل أعمال الإنسان أمامه في القبر ويوم القيامة، كلٌّ بشكله المناسب له حيث عبرت الروايات الإسلامية عن هذا الأمر بالتمثل، ومفهوم التمثل في جميع هذه الموارد هو ظهور شخصٍ أو شي‌ءٍ في صورة شخص أو شكل آخر من دون تغير في باطنه وماهيته‌ [1].

جمع الآيات وتفسيرها

إنّ الآية الاولى‌ بعد إشارتها إلى‌ جهاد إبراهيم عليه السلام بطل التوحيد ضد الشرك وعبادة الأصنام، تحدثت عن المنزلة الرفيعة لإيمانه ويقينه، وكمكافئة لهذه المكانه فإنّ اللَّه أراه ملكوت السموات والأرض، فأصبح من أهل اليقين أي وصل إلى‌ درجة عين اليقين وحق اليقين، جزاءً لما عاناه من جراء جهاده ضد الشرك وعبدة الأصنام، ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ «السموات» تفيد العموم هنا (لأنّها جاءت جمعاً لا مفرداً ومعرفة لا نكرة)، نستنتج أنّ اللَّه أطلع إبراهيم على سلطانه في السموات المتمثل بالكواكب والنجوم والمجرات وغيرها، كذلك سلطانه على‌ الأرض ما ظهر منها وما بطن، وقد عبّر القرآن عن هذا الأمر بهذا التعبير «نُريَ ابراهيم ...».


[1]. تفسير الميزان، ج 14، ص 37.

نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست