إنَّ كلمة «الهمها» مأخوذة من مادة «الإلهام» أي- كما يصرح به كبار اهل اللغة- الشيء الذي يقع في قلب
الإنسان، ويقول الراغب في مفرداته: «الإِلهام: إلقاء الشيء في الروع ويختص ذلك
بما كان من جهة اللَّه وجهة الملأ الأعلى»، والروع يعني القلب، أمّا الرَّوْع
فيعني الخوف والانبهار.
ثم استشهد بالآية «فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا» كدليل على ما قاله.
وقد جاء في لسان العرب: أنّها من مادة
(لَهْم) وتعني البلع، والالهام يعني التلقين الإلهي،
وهو نوع من أنواع الوحي (الوحي بمعناه العام).
ومع الالتفات إلى أصل هذه الكلمة يمكن العثور على سبب الاطلاق، وكأن الروح
تفتح فم الإنسان وتلقي فيه حقيقة بواسطة التعليم الإلهي فيمضغها فمه.