responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد و عالم الآخرة نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 247

حين يكون الثواب و العقاب نتيجة و أثر لنفس عمل الإنسان لا يعد هنالك من مجال لطرح مسألة المساواة من حيث الكمية و الكيفية، فربّما كان العمل بظاهره صغيراً و أثره عمراً من الحرمان و العذاب و الألم، و لعله يكون صغيراً و يكون مصدراً للخير و البركة طيلة العمر. (طبعاً مرادنا من العمل الصغير من حيث المدّة الزمانية و إلّافالأعمال والذنوب التي تؤدّي إلى‌ العذاب الأبدي سوف لن تكون قطعاً صغيرة من حيث الكيفية و الأهميّة). و عليه فإن أحاط الذنب و الكفر بجميع كيان الإنسان و تمام وجوده حتى يؤدّي به في نار كفره و نفاقه فلم التعجب من حرمانه من النعم الواسعة في ذلك العالم وخلوده في العذاب و الألم؟! ألم يأته النذير و يحذر من هذا الخطر العظيم؟ بلى ... فقد أنذره الأنبياء من جانب و حذره العقل من جانب آخر. هل وقع في ذلك دون إرادة و إختيار فابتلى بذلك المصير؟ كلا، لقد بلغه عن علم و إختيار. فهل صنع هذا المصير سواه و عمله؟ فكل ما هنالك من آثار عمله و نتائجه، و عليه فليس هنالك من مجال للشكوى و لا إشكال على أحد و لا من منافاة مع عدل الحق سبحانه. بقيت قضية واحدة نختتم بها البحث، فقد قال الصادق عليه السلام: «انَّما خُلِّدَ اهْلُ النَّارِ في النَّارِ لأَنَّ نِيّاتِهِمْ كَانَتْ في الدُّنيَا انْ لَوْ خُلِّدُوا فِيهَا انْ يَعْصُوا اللَّهَ ابَداً وَ انَّما خُلِّدَ اهْلُ الْجَنَّةِ فِى الْجَنَّةِ لأَنَّ نِيّاتِهِمْ كَانَتْ في الدُّنْيا انْ لَوْ بَقُوا فِيهَا انْ يُطيعُوا اللَّهَ ابداً، فَبِالنِّيّاتِ خُلِّدَ هؤُلاءِ وَهؤُلاءِ» [1].


[1]. وسائل الشيعة، ج 1، ص 36، الحديث 4.

نام کتاب : المعاد و عالم الآخرة نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست