على وجود
حقيقة تفوق هذه الخلايا و تفوق عالم المادة.
4- الظواهر
الروحية ليست كالكيفيات المادية
الدليل الآخر
الذي يمكنه أن يرشدنا إلى إستقلالية الروح و عدم كونهامادية هو: إنّنا نرى في
الظواهر الروحية خواصاً و كيفيات ليس لها أي شبهبالخواص والكيفيات التي تتصف بها
الموجودات المادية. و ذلك لأنّه: الموجودات المادية تتطلب «الزمان» و لها حيثية
تدريجيةهذا أولًا و ثانياً تتآكل بمرور الزمان ثالثاً:
أنّها قابلة للتحلل إلى عدّة أجزاء. بينما ليس هناك مثل هذه الخواص و الآثار
للظواهر الذهنية، فإنّنانستطيع أن نرسم في أذهاننا عالماً كالعالم الفعلي دون
الحاجة إلى الزمانوالتدريج. وبغض النظر عمّا سبق فإنّ الصور المطبوعة في أذهاننا
منذ فترةالطفولة لا يبليها الزمان و لا يجعلها تتآكل و تبقى محافظة على شكلها.
يمكن أن يتآكل الدماغ ولكن لايتآكل بتآكله الحيز الذي إرتسم فيأذهاننا قبل عشرين
سنة و هو يتمتع بنوع من الثبات الذي يعدّ منخصائص عالم ما وراء المادة. و لروحنا
خلاقية عجيبة بالنسبة للصور والمشاهد فإنّنا نستطيع في آنواحد و دون أية مقدمة أن
نرسم في أذهاننا ما نشاء من صور و كراتسماوية ومجرّات و كائنات أرضية و بحار و
جبال و ما إلى ذلك، و هذا ليسمن خصائص المادة، بل هو علامة لوجود يفوق عالم
المادة. أضف إلى ذلك فمما لاشك فيه أن 2 زائد 2 يساوي 4 حيث يمكن تحليل طرفي هذه
المعادلة أي تحليل العد 4 أو 2، أمّا المساواة فلا يمكننا