البراءة
الشرعية في الشبهات الحكمية المستفادة من قوله عليه السّلام «كل شيء لك حلال»
بناء أعلى شموله للشبهات الحكمية، فإن هذا البحث بحث عن حكم شرعي عام، و هو
الإباحة، غاية الأمر انه لا يختص بباب دون باب و بموضوع دون آخر، بخلاف الاحكام
المبحوث عنها في الفقه. و كذا الكلام في غير البراءة من الأصول العملية عقلية كانت
أو شرعية، فإن ما اشتمل منها على حكم ظاهري شرعي كان البحث منه بحثا عن نفس الحكم
الشرعي و اما في غيره فالبحث يدور مدار بيان وظيفة الشاك عند الحيرة و الشك على
نحو كلى عام من دون اختصاص بباب دون باب و بموضوع دون آخر، كما هو شأن المسائل
الفرعية.
و اما
المسائل الفقهية
فهي «المسائل
الباحثة عن الاحكام و الوظائف العملية الشرعية و ما يئول إليها و عن موضوعاتها
الشرعية» فالمسائل الباحثة عن الأحكام الخمسة المشهورة، و كذا ما يبحث عن الأحكام
الوضعية، و ما يبحث عن ماهية العبادات، و كذا البحث عن مثل الطهارة و النجاسة
الثابتتين لموضوعات خاصة، مما يئول إلى الأحكام تكليفية أو وضعية تتعلق بأفعال
المكلفين، كلها أبحاث فقهية داخلة فيما ذكرنا، كما ان البحث عن عبادات الصبي و
سائر الاحكام التي تشمله أيضا كذلك، فموضوع المسألة الفقهية ليس خصوص الافعال، و
لا أفعال المكلفين، لاستلزامه القول بالاستطراد في كثير من مسائله، كالابحاث
المتعلقة بعبادات الصبي و سائر أفعاله، و كالمسائل الباحثة عن أحكام وضعية متعلقة
بأعيان خارجية كأحكام المياه و المطهرات و النجاسات، و لا داعي إلى إخراجها من
الفقه مع كثرتها، كما انه لا وجه لصرفها عن ظاهرها و إرجاعها إلى البحث عن أفعال
المكلفين بالتعسف و التكلف
و من هنا
تعرف ان القواعد الفقهية «هي أحكام عامة فقهية تجري في أبواب مختلفة» و موضوعاتها
و ان كانت أخص من المسائل، الأصولية الا انها أعم من المسائل الفقهية. فهي
كالبرازخ بين الأصول و الفقه، حيث انها إما تختص بعدة