responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القواعد الفقهية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 16

الى سواء السبيل، و لست أنسي ان بعض أساتذة الكرام يرى ان التعرض لمثل هذه المسائل لا يخلو عن شبهات شرعية. و لعلها بملاحظة ما نرى من ان الإسلام اليوم في أشد الحاجة الى العلماء الذابين عن حوزته بعلومهم النافعة، فصرف الوقت في غيرها يمنع عن هذه المهمة.

و من العجب ان كثيرا من الباحثين مع علمهم بجميع هذه الأمور و قولهم في المجالس «كيت و كيت» إذا اشتغلوا بالبحث لا يملكون أنفسهم عن متابعة الباقين فلعلهم يحسبون عدم التعدي عن طورهم في سرد جميع هذه المباحث، اقتداء محمودا للسف الصالح رضوان اللَّه عليهم فكأنهم نسوا طريقتهم في عدم الخضوع قبال أية مسألة من المسائل العلمية المنقولة عنهم الا بالدليل القطعي، لا ينظرون إلى القائل و لا يرون في هذا أية منافاة للاسوة الحسنة بهم و اقتفاء آثارهم قدس اللَّه أسرارهم فإذا كانوا يطالبوهم الدليل القاطع على آرائهم في تلك المسائل فكيف لا يطالبونهم الدليل على جعلها في عداد مسائل العلوم و في كيفية البحث عنها.

أو لعلهم يعتقدون بوجود فوائد علمية في هذه المباحث، و ان خلت عن «نتائج علمية» لكنهم نسوا ان فائدة هذه العلوم لا تظهر إلا في العمل، فما لا فائدة عملية فيه لا يستحق البحث، فان هذه العلوم ليست من العلوم التي تطلب لذاتها كالعلوم الباحثة عن توحيد اللَّه تعالى و صفاته و أسمائه.

أو لعلهم يزعمون ان مخالفة علمائنا الأكابر رضوان اللَّه عليهم في هذه الأمور تمس كرامتهم و تضر بشأنهم؛ و لكن الحق ان الجمود على ما افادوه و ترك السعي في تهذيبها و تنقيحها و تكميلها أمس بكرامتهم و أضر بشأنهم، لأنه إضاعة لما راموه من اهداف العلم و تقدمه نحو الكمال. جزاهم اللَّه عن الدين و اهله خير الجزاء رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي‌ صدورنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‌

نام کتاب : القواعد الفقهية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست