لم تزل و لا
تزال تفتخر الشيعة الإمامية بان مصادر علومه أهل بيت الوحي و ورثة علم النّبي صلّى
اللَّه عليه و آله فعندهم من الأثر الصحيح ما لم يصل الى غيرهم، حيث أخذوها ممن
صاحبه طول الليالي و الأيام، و صاحب سره و من ربي في حجره، أو ممن نشأ من بعده في
بيته.
لكن لا تفتخر
بهذا فحسب؛ بل تفتخر أيضا بأن أئمتهم (عليهم السلام) قد فتحوا عليهم باب الاجتهاد
حينما أغلقه الآخرون على أنفسهم، فأمروهم بالنظر و التفكير في الأصول التي وصلت
إليهم و استنباط فروعها منها، و في الفروع التي تحدث لهم و إرجاعها إلى أصولها،
ليتبين لهم بذلك كل ما يحتاجون اليه من الأحكام الشرعية في جميع الحوادث الواقعة
لهم.
و قد ندبهم
ائمة أهل البيت عليهم السلام الى ذلك تارة بقولهم «أنتم اعرف الناس إذا عرفتم معاني
كلامنا» [1] و اخرى بأن للّه على الناس حجتين: حجة ظاهره و
حجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل و الأنبياء و الأئمة و اما الباطنة فالعقول
[2] و ثالثة بتعليمهم طرق الجمع بين الاخبار المتعارضة، بالأخذ بالمجمع
عليه و بعرضها على كتاب اللَّه و غير ذلك من المرجحات.
[1] رواه في المجلد الثالث من الوسائل في الباب
9 من أبواب صفات القاضي.
[2] رواه في الكافي باب العقل و الجهل من المجلد
الأول عن هشام بن الحكم عن- الكاظم عليه السلام.