يحيي في القلوب نور الأمل ويمنح الروح الجافة حياة جديدة وطراوة لطيفة.
أجل، فالإخلاص يزيد في ثواب الانفاق سبعمائة ضعفاً وأكثر ويسقي سنابل الإيمان: «فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ» «1».
عندما ينزل مطر الإخلاص على أرض القلب وبحكم قوله تعالى: «أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ اكُلَهَا ضِعْفَيْنِ» «2»
فانّ ثمرات الإيمان تتضاعف في واقع الإنسان وتتجلى على سلوكياته وحركاته.
ولكن تحصيل ملكة الإخلاص ليس باليسير وان كان الطريق إليه واضحاً ومشرقاً ولكنّ سلوك هذا الطريق تكتنفه الكثير من الصعوبات والمشاكل.
فكلما كثرت وازدادت معرفتنا بصفات الجمال والجلال الإلهي وتعمقت فينا معرفة قدرة اللَّه تعالى وعلمه فانّ اخلاصنا سيزداد ويشتد تبعاً لذلك.
فإذا علمنا أنّ العزّة والذلة بيده تعالى وأنّ مفتاح الخيرات في كفّه: «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكَ تُؤتِى الْمُلْكِ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ» «3»
فلا يبقى مسوغ لخلط العمل بالشرك والرياء، أو التوجه في طلب حاجاتنا إلى غيره سبحانه، أو طلب العزّة والكرامة من المخلوقين.
عندما نعلم أنّ كل مخلوق لا يتمكن من القيام بشيء إلّابإرادته ومشيئته سبحانه وتعالى: «وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ» «4»
فلا معنى لأن نتوجه بقلوبنا إلى غيره.
وعندما نعلم يقيناً أنّه أعلم بنا من أنفسنا ويعلم حركاتنا وسكناتنا: «يَعْلَمُ