responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الوجود نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 145

والعجيب أنّ الماركسيين وبصورة عامة الماديين، الذين يعتبرون أنفسهم من رواد الحركات والنهضات التحررية إنّما يعتقدون بحالة من الجبرية التاريخية أو الفلسفية والتي قد لا تختلف في أكثر مواردها مع فرضية المصير المذكورة، وهنا يسعى الذين يقرون النزعة المادية لتفويض الإنسان مصيره، ويرون الماهية (التي يعبرون عنها بمجموعة القيم الفردية والاجتماعية للإنسان) تابعة له أيضاً.

على أيّة حال يبدو أنّ فكرة الجبر والتقدير التي تبناها خلفاء بني امية وبني العباس وسائر طغاة التاريخ البشري إنّما هي وليدة مضمونها الاستعماري والتخديري، فقد برر أحد الامراء هجوم المغول على‌ منطقة واحتلالها بعد أن يأس من صمود الناس ومقاومتهم بأنّ ذلك كان نوعاً من العذاب الإلهي والمصير الحتمي! فما أحرى‌ الأمّة بالاستسلام لذلك القدر.

وما دعوة الأنبياء حملة أعلام الحرية الإنسانية، وسعيهم الحثيث لتحرير إرادة الإنسان وتحكمه في مصيره إلّادلالة أخرى‌ على‌ تجذر الفكرة الخاطئة المذكورة.

2- الموضوع الآخر الذي أنعش تلك الخرافة هو التوجيه الساذج للفشل والهزيمة حيث يمكن تقليد المصير كافة الذنوب والأخطاء وإبعاد الذات عن مسؤوليتها، ومن هنا قلما ترى من ينسب الانتصارات الكبرى‌ والنجاحات إلى‌ المصير، كأن ينسب إلى‌ هذا المصير مثلًا نجاحه في الامتحان الوزاري أو نيل المنصب السياسي الفلاني أو كسب التجارة الفلانية، حيث يعزى مثل هذه الأمور إلى‌

نام کتاب : سر الوجود نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست