نام کتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 86
و غير فدك، و النفس مظانّها في غدٍ جدث تنقطع في ظلمته آثارها ...» [1]
بين أميرالمؤمنين عليه السلام بصورةٍ عملية أن مطالبته بفدكٍ لم تكن لكونها
منبعاً مصدراً اقتصادياً يسترزق منه، و أن هو و زوجته طالبا بها يوماً فلأنّها سبيل
إلى تثبيت مسألة الولاية، و منع خطوط الانحراف من السيطرة على منصب خلافة الرسول
صلى الله عليه و آله. الآن و بعد أن مضى ما مضى، و بعد أن بقى لفدك جانبها
الماديّ فقط، فما فائدة استردادها؟
و للعالم و المحقق الكبير السيد المرتضى كلام قيم بهذا الشأن حيث يقول:
«لما آلت الخلافة إلى عليِّ بن أبي
طالب كُلِّم في رد فدك فقال: إنّي لأستحي أن أرُدَّ شيئاً منع منه أبوبكر و أمضاه
عمر». [2]
إن هذا القول الحكيم يشير في الحقيقة إلى شهامة و عدم اعتناء الأمير عليه
السلام بفدك كونها ثروة مادية و مصدر رزق من ناحية، و من ناحية أخرى فهو يعرف
غاصبي الحق الأوائل.
أما لماذا لم يسلم الخلفاء الذين أظهروا و دهم لآل بيت النبوة صلى الله عليه و
آله فدك إلى الأئمة، و دفعوها إلى أحد أحفاد زيد بن علي مثلًا أو أشخاصاً غير
معروفين باعتبارهم ممثلين لبني فاطمة عليها السلام؟
فانه يمكن أن يكون لهذا الأمر سببان:
1- لم يكن أئمة الهدى عليه السلام ليتقبلوا فدكاً، فحينها كان لذلك العمل