نقموا منه و اللَّه نكير سيفه، و قلة مبالاته بحتفه، و شدة و طأته، و نكال
وقعته، و تنمُّره في ذات اللَّه.
و تاللَّه لو مالوا عن المحجة اللائحة، و زالوا عن قبول الحجة الواضحة،
لَردَّهم إليها، و حملهم عليها، و لساربهم سيراً سجحاً، لا يكلم خشاشه، و لا يكل
سائره و لا يمل راكبه.
و لأوردهمٍ منهلًا نميراً صافياً رويّاً تطفح ضفَّتاه و لايترنق جانباه و
لأصدرهم بطاناً و نصح لهم سراً و إعلاناً.
و لم يكن يتحلى من الدنيا بطائلٍ، و لايحظى منها بنائلٍ، غير ري الناهل و
شبعة الكافل و لبان لهم الزاهد من الراغب، و الصادق من الكاذب.