قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام) «إنّي قد رأيت الله تعالى قد ذكر الرِّبا في غير آية و
كرّره؟ قال (عليه السلام): أ و تدري لم ذلك؟ قلت لا، قال: لئلّا يمتنع النّاس من
اصطناع المعروف»
المراد هو
القرض الحسن [4] الذي يعتبر من أوضح و أجلى مظاهر العواطف
الإنسانية، و أسمي أشكال التفاعل الاجتماعي في المجتمع البشري، بل إنّه أفضل من
الصدقة أيضاً، و لذا جاء في الرّوايات الشريفة أنّ الصدقة فيها عشرة حسنات و القرض
فيه ثمانية عشرة [5].
[1] وسائل الشّيعة، المجلد 12، أبواب الرِّبا،
الباب 1، الحديث 3.
[2] وسائل الشّيعة، المجلد 12، أبواب الرِّبا،
الباب 1، الحديث 4.
[3] وسائل الشيعة، المجلد 12، أبواب الرِّبا،
الباب 1، الحديث 9 و 10 و 11.
[4] كما ورد في رواية محمّد بن سنان الحديث 11،
الباب 1، من أبواب الرِّبا، المجلد 12، وسائل الشّيعة عن الإمام الرّضا (عليه
السلام) أنّه قال
«و تركهم القرض و القرض صنائع المعروف».
[5] ورد القسم الأخير من هذه الرّواية في
الوسائل الشيعة، ج 13، أبواب الدين و القرض، الباب 6، الحديث 4، عن الإمام الصادق
(عليه السلام) أنّه قال
«القرض الواحد بثمانية عشر و إن مات حسبتها من
الزّكاة»
و لكن
المضمون الذي ذكر في المتن ورد بشكل تام في رواية مستدرك الوسائل، المجلد 13،
أبواب الدين و القرض، الباب 6، الحديث 3، نقلًا عن أبي الفتوح الرازي، قال رسول
اللّه (صلى الله عليه و آله)
«رأيت مكتوباً على باب الجنّة الصّدقة بعشرة و
القرض بثمانية عشر، فقلت: يا جبرائيل و لِمَ ذلك؟ و الذي يتصدّق لا يريد الرجوع و
الذي يقرض يُعطى لأن يرجعه، فقال: نعم هو كذلك و لكن ما كل من يأخذ الصدقة له بها
حاجة و الذي يستقرض لا يكون إلّا عن حاجة، فالصدقة قد تصل إلى غير المستحق و القرض
لا يصل إلّا إلى المستحق و لذا صار القرض أفضل من الصدقة».