الآخرين في
المجتمع الإنساني، فيكون حالهم حال بعض الحشرات التي تعيش على امتصاص دم الحيوانات
الأخرى دون أن تبذل جهداً في تحصيل قوتها، و عمل المرابي هذا يكون مصداقاً للرواية
المشهورة عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) حيث قال
المصارف و
البنوك الرّبويّة في عالم اليوم كذلك، حيث تعدّ بؤرة لجذب الأرباح الكاذبة،
فتتراكم ثرواتها يوماً بعد آخر في مقابل ازدياد فقر الفقراء و بؤس المساكين في
المجتمع.
الثّالث:
الرِّبا هو المصداق البارز للظّلم.
لقد تقدّم في
الآية- 279- من سورة البقرة (لا تَظْلِمُونَ وَ لا تُظْلَمُونَ)،
فالقرآن الكريم يضع الرِّبا في دائرة الظلم، فلا ينبغي للمسلم أن يظلم الآخرين في
أخذه الفائدة على القرض، و كذلك إذا أعطيتم قرضاً لأحد الأشخاص و أبى المقترض من
تسديد دينه لكم، فإنّكم في هذه الحالة مظلومين، و قد ظلمكم المدين بامتناعه عن
إعادة رأس المال لكم، فكما لا ينبغي لكم ظلم الآخرين بأخذ الفائدة على القروض،
فكذلك لا يجدر بالآخرين ظلم الدائن و صاحب المال بالامتناع من تسديد القرض أو
التسويف و المماطلة.
فالآية
الشريفة المذكورة أعلاه تعتبر الرِّبا أحد مفردات الظلم، و لا يحتاج قبح الظلم إلى
بيان، لأنّه من المستقلّات العقلية كما في اصطلاح
[1] وسائل الشّيعة، المجلد 12، أبواب مقدمات
البيع، الباب 6، الحديث 10.