«بلغ أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل أنّه
كان يأكل الرِّبا و يسمّيه اللّباء فقال: لأن أمكنني الله منه لأضربنّ عنقه»
، و اللّباء
يعني أوّل اللبن الذي يرضعه الطفل من أمّه، فيكون مادّة حياته
[2]. و على أيّ حال، فإنّ الإجماع و اتفاق جميع علماء الإسلام قائم على
حرمة الرِّبا، بل إنّ هذا الحكم من ضروريات الدين.
الدّليل
الرّابع: دليل العقل:
و هو الدّليل
الذي قلّما ذكر في هذا المورد [3]، و لكن بما
أنّ الرِّبا من المصاديق البارزة للظلم- و سيأتي شرح هذا الموضوع في بحث حكمة
تحريم الرِّبا- بل إنّ الرِّبا من أفحش أنواع الظلم و أشدّه، و حرمة الظلم من
المستقلّات العقلية، فعلى هذا يكون الرِّبا قبيحاً عقلا و حراماً. مضافاً إلى أنّ
الرِّبا مصدر لمفاسد كثيرة و التي يستقلّ العقل بقبحها أيضاً، و بذلك يكون الرِّبا
حراماً عقلا من هذه الجهة أيضاً، فمن ينكر أنّ الكثير من الأفراد قد تحطمت معيشتهم
على صخرة الرِّبا، بل إنّ بعض المجتمعات
[1] الحكم الضّروري يطلق على الحكم الذي يدركه
كل من أسلم حديثاً بعد مدّة قصيرة و أنّه من أحكام الإسلام، مثل وجوب الصلاة و
حرمة شرب الخمر و.
[2] وسائل الشّيعة، المجلد 12، أبواب الرِّبا،
الباب 2، الحديث 2.
[3] بل لم نجد أحداً استدلّ بهذا الدّليل على
حرمة الرِّبا.