إنّ العلماء
و المحقّقين بمثابة الشّمس السّاطعة يفيضون على الأنام دوماً أنوار علومهم، و ضياء
معارفهم، و لا يعيقهم عن أداء مسئوليتهم في تعليم الناس و تربيتهم حواجز الزمان، و
لا حواجب المكان [1]، و قد استوت لديهم في مسار
خدمة الدين المبين و تبليغ أحكام الرسالة الختمية أوقات العسر و اليسر، و أيام
التحصيل و التعطيل، بل لا فرق بين هذه الأيام إلّا في نوع العمل المستمر و الدءوب
الذي لا يعرف تريثاً في سفر، أو استراحة في عطلة [2]،
و حتى السجن لم يسجّل عائقاً عن مواصلة نشاطهم، أو مانعاً لهم
[1] و قد وردت الإشارة إلى هذا المعنى في
الرّوايات الشّريفة أيضاً، منها ما ورد في كتاب «ميزان الحكمة» الباب 3626، الحديث
18503، عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) أنّه قال
«إنّ مثل العلماء كمثل النجوم في السماء يهتدى
بها في ظلمات البرّ و البحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضلّ الهداة».
[2] هذا، و أن الملحوظ في المراكز العلمية
القديمة و الجديدة و خاصة في الأوانة الأخيرة- مع الأسف- هو زيادة أيام العطل، و
قد تكون أيام العطل أحياناً أكثر من أيام الدراسة و التحصيل العلمي، فينبغي على
أولياء الأمور في الحوزات العلمية و الجامعات التكاتف مع الأساتذة و الفضلاء و
التفكير بصورة جدية في هذا الأمر.