و معنى هذه
الرّواية أنّ للربا عقوبة دنيوية أيضاً، و ينتهي بهلاك المرابين، و هذا المعنى ورد
أيضاً في رواية أخرى كذلك [2].
و قد يبرز
لنا سؤال و هو: لما ذا إذا أراد الله هلاك قوم أشاع بينهم الرِّبا حتّى ينتهي إلى
دمارهم و هلاكهم؟
الجواب على
هذا السؤال واضح، فإنّ إرادة الله تبارك و تعالى لا تكون عفوية و بدون دليل، فلا
بدّ أن يرتكب هؤلاء الأقوام من الذنوب و الآثام الشديدة بحيث تكون سبباً في أنّ
الإرادة الإلهية تتعلق بإهلاكهم و تدميرهم، و هكذا ينتشر الرِّبا في شرايين
المجتمع الاقتصادية، و ينخر في مفاصل بنيتهم الاجتماعية حتى يقضي عليهم.
و هناك
ملاحظة جديرة بالتأمل و هي أنّه ليس من الضروري أن يكون هلاك الأقوام الحاضرة
دائماً مثل هلاك الأقوام الماضية التي عوقبت بالزلزلة و الصاعقة و الرياح الصرصر،
كقوم لوط و عاد و ثمود، بل قد يكون إهلاك أمّة من الأمم يتخذ أشكالا أخرى، كأن
يكون بسبب الأمراض العسيرة العلاج و المزمنة كالايدز، و كذلك الاعتياد بالمخدرات،
و أنواع الأمراض النفسيّة