و نظراً إلى
أنّ الفقر و سوء الأحوال الاقتصادية يؤدي إلى عزوف الشباب عن تشكيل الأسرة و
بالتالي جرّهم إلى مهاوي الرّذيلة، فهو أحد الأسباب في شيوع الفحشاء. فإذا تمّ
القضاء على الفقر، فهذا يعني القضاء على أحد الأسباب المهمّة في انتشار الرذيلة و
إشاعة الفحشاء على الأقل، و تطهير المجتمع من الفساد الأخلاقي، و بما أنّ هؤلاء
المرابين يسعون إلى توكيد مقدمات الفقر، و تجذيرها في المجتمع، فهم شركاء في
انحراف المجتمع و انحطاطه، و عملهم هذا يعادل عدّة موارد من الموارد المنافية للعفّة
و الأخلاق في المجتمع. و على كلّ حال، فإنّ هذه الرّوايات الشّريفة تؤكّد بصراحة
بالغة و وضوح تام على حرمة الرِّبا، و تجعله مرادفاً لأكبر الذنوب و الآثام في
الإسلام، (إلى حدّ الزنا بالمحارم و أكثر) و بالنظر إلى سعة و شمول هذه الرّوايات
و لحنها الشّديد، فلو لم يكن دليل على حرمة الرِّبا سوى هذه الطّائفة من
الرّوايات، لكان ذلك كافياً لإثبات المطلوب.
الطّائفة
الثّانية: الرّوايات الشّريفة التي تلعن المرابي و جميع الأفراد