فحسب، بل إنّه يخاف على نفسه أيضاً، لأنّه يعرّض نفسه أحياناً إلى الخطر من
أجل الدفاع عن أمواله. و من هنا أخذ الإنسان يفكر في حلّ لهذه المشكلة، بأن يقوم
جميع الأفراد الأثرياء بجمع ثرواتهم و أموالهم في مكان واحد، ليتسنّى لهم المحافظة
عليها بشكل أفضل و أقوى، و هذا المكان هو (البنك) الذي يتمّ المحافظة عليه بوسائل مختلفة
من قبيل الحرس، و الصناديق الحديدية لحفظ الأموال، و التجهيزات الإلكترونية
للإنذار المبكر و غير ذلك، و بهذا سوف يطمئن أصحاب الأموال على سلامة ثرواتهم، و
لو لم يكن لتشكيل البنك غايةً سوى هذه الفائدة الكبيرة لكفى في الحكمة من إيجاد
البنوك.
2- البنك آلة مطمئنة لنقل الأموال:
إحدى الغايات لتأسيس البنوك هو النقل السريع و المطمئن للأموال، لتنفيذ العقود
التجارية و المعاملات السوقيّة، فلو لم يكن هناك بنك لنقل الأموال لواجهنا مشاكل
كبيرة في المعاملات التجارية بصورة عامّة، فلو فرضنا أنّه باع منزلا بمبلغ ثلاثين
مليون ديناراً لأحد الأشخاص، و أراد حساب المبلغ المذكور و نقله إلى ملكيّة
البائع، فهنا سيواجه مشكلة حقيقيّة في ذلك، فإنّ حساب هذا المبلغ الضخم من الأموال
قد يستغرق الساعات أو الأيّام، و لكن مع وجود البنوك تيسّرت هذه العمليّة بصورة
سريعة و مطمئنة، فإنّ المشتري الذي لديه حساب مصرفي في البنك، سيقوم حينئذ بكتابة