فبالرغم من أنّ البنك يخصم منه مبلغاً و يسلّم إلى ذلك الشخص مبلغاً أقل من
الوديعة، إلّا أنّ صاحب المال مطمئن الفكر و مرتاح البال على أمواله و ثروته،
لأنّه يمتلك سنداً في يده يقرّ له بهذا المال، فلذلك لا مانع من أن يقوم الإنسان
بإقراض شخص آخر ذلك المبلغ، بشرط أن يأخذ منه أقل عند السداد.
ماهية و حقيقة (البروات).
هل إنّ البرات نوعٌ من القرض الحسن للتاجر أو البنك؟ كما ورد في متن تحرير
الوسيلة، أو أنّ البرات نوع من (الحوالة) التوأم مع الأجرة و نفقات الحمل و النقل؟
لا يبعد أن يقال: إنّ البرات ليست قرضاً، بل إنّها حوالة ترادف نفقات انتقال
رأس المال، كما هو الحال في عرف السوق و البنوك في هذا العصر، حيث إنّهم لا
يعتبرونها من القروض، بل هي نوع من الحوالة و الأجرة على انتقال الأموال، حين أنّ
الوارد في تحرير الوسيلة، أنّها نوع من القرض الحسن سؤال: إذا كان البرات نوعٌ من
الحوالة مرادفة لنفقات الحمل و النقل، فإنّ معنى ذلك أنّ المال سيكون لدى البنك
بعنوان أمانة يوصله إلى الشخص الفلاني، و يخصم منه مبلغاً معيناً بعنوان الأجرة،
في حين أنّنا نعلم أنّ البنك لا يعطي عين ذلك المال إلى الشخص المحال عليه، بل
يقوم بتبديله و إعطائه من مال آخر.