إذا أمعنا النظر في نظام عالم الوجود و سنن الخلق نجد أنَّ ثمة قانوناً يحكمها
جميعاً و يضع كل شيء في مكانه المناسب.
ففي جسم الانسان نرى هذا النظام العادل قد ركب فيه بدرجة من الدقة المتناهية
بحيث إنَّ أقل اختلال في توازنه يؤدي به الى الإصابة بالمرض، أو الموت.
خذ مثلًا، تركيب القلب، أو العين، أو الدّماغ، تجد أنَّ كلّ جزء فيها قد وُضع
في مكانه المناسب بكل دقة و بالقدر اللازم. إنَّ هذا التنظيم المناسب العادل لا
يقتصر وجوده على جسم الانسان، بل هو سائد في كلّ أجزاء عالم الخليقة، إذ:
«بالعدل قامت السموات والأرض».
إنَّ حجم الذّرة من الدقة و الصغر بحيث أنك تستطيع أنْ تضع ملايين منها