responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 278

و تصبح قادراً على الحركة و السعي في عالم كبير آخر، و إنَّ قرار خروجك من هذا السجن سوف يصدر بعد انقضاء تسعة أشعر، فتضع قدمك في دنيا فيها شمس ساطعة، و قمر منير، و اشجار خضر، و مياه جارية، و كثير من النعم الاخرى‌، عندئذ سيتنفس الجنين الصعداء و يقول: الآن أدركت الحكمة من وجودي في هذا السجن!

فهذه الدّنيا مقدّمة، أنَّها منصة القفز، أنَّها المدرسة التي تعدّ المرء لدخول الجامعة الكبيرة.

أما إذا قطعت علاقة حياة الجنين بالحياة في هذه الدنيا، لغرق كل شي‌ء في الظلام و لم يعدله أي معنى، و لكان السجن رهيباً و مستقبل السّجين أليما.

كذلك هي العلاقة بين الحياة في هذه الدنيا و الحياة بعد الموت. ما الداعي الذي يدعونا أنْ نظل نتقلب في هذه الدنيا سبعين عاماً، أو أقل أو أكثر، متحملين العذاب و العناء، نقضي فترة اخرى‌ ندرس و نتعلم، و ما أنْ تنتهي مرحلة النضج و التعلم حتى نجد ثلوج الكهولة قد سقطت على رءوسنا!

ثمّ ما الهدف من كل هذا؟ هل اننا وجدنا لكي نأكل و نلبس و ننام، ثمّ لكي نكرر هذا عشرات السنين؟ هل أن هذه السماء الشاسعة. و هذه الارض الواسعة، و كل هذه المقدمات و الدرس و اختزان المعلومات و التجارب، و كل هؤلاء الاساتذة و المربين، لم يكونوا إلّا للأكل و الشرب و اللبس في هذه الحياة المنحطة الرتيبة؟

هنا تتأكد عبثية هذه الحياة و فراغها عند اولئك الذين لا يؤمنون بالمعاد، لأنَّهم لا يمكن أن يتصوروا هذه الأمور التافهة هي الهدف و الغابة من الحياة،

نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست