طال الحديث
وما زلنا في بداية الكلام عن الاستعمار وخاصة بُعده القرآني ولكننا نختم الحديث
بجملة واحدة ونوكل الباقي إلى فرصة أخرى.
إنّ القرآن
لم يمدح «الضعفاء» مطلقاً، ولم يعدهم بالنصر، وإنّما وعد «المستضعفين» وهم أولئك
الأقوياء بالقوّة وإن آل أمرهم إلى الضعف نتيجة لضغوط الأعداء، إلّاأنّهم في سعي
دائم وحركة ونشاط، يثورون ويصرخون ولا يتوقفون عن ذلك لحظة.
نعم، هؤلاء
هم المستضعفون، وهم الموعودون بالنصر والغلبة.
الوجه
الاقتصادي للاستعمار:
على الرغم من
الاعتقاد السائد لدنيا بأنّ الاستعمار الثقافي هو أخطر أنواع الاستعمار، إلّاأنّ
المستعمرين اليوم يرون أرجحية الاعتماد على الاستعمار الاقتصادي أكثر من أي شيء
آخر، وقد يكون السبب في ذلك يعود إلى الأثر السريع والمباشر لهذا الاستعمار وكونه
مقدمة لتمهيد السبيل أمام الاستعمار الفكري والسياسي.
و على كل حال
فإنّ كل من المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي يسعيان لجعل الأمم المستضعفة «عبيداً»
لهم من الناحية الاقتصادية وتحكيم تبعيتهم لهم اقتصادياً.