قلنا:
لا شكّ في أنّ المستفاد من مثل هذه الرواية ليس هو تضييع المال بطرحه أو إحراقه أو
دفنه أو تهيئة طعام خمسين شخصاً مثلًا لعشرة اشخاص بحيث يطرح الزائد و يفسد و لو
كان في الحجّ، بل الظاهر منها بسط اليد في الإنفاق ببذل الزاد و تهيئة الهدايا
للأقرباء و الأصدقاء؛ و الشاهد على ذلك:
أوّلًا:
نفس ما ورد في الرواية من تقابل الإسراف و القصد في النفقة، فإنّه شاهد قطعي على
أنّ المقصود من الإسراف هو النفقة من غير قصد و اعتدال، أي إكثار النفقة و بسط
اليد فيها، لا تضييع المال و إفساده، فهل يفتي فقيه بجواز أن يحمل زائر بيت اللَّه
الحرام عشرة دواب مع أنّه يركب واحداً منها، فيطرح الزائد و يتركه في الطريق حتّى
يموت و يتلف، أو يحمل مئونة عشر نفرات مع حاجته إلى مئونة فرد واحد، فيلقي ما زاد
منها في مكّة أو المدينة في المزابل حتّى يتضيّع و يفسد.
و ثانياً:
ما ورد في آداب السفر عموماً من استحباب بذل الزاد و إنّه من المروّة.
[2] و في آداب سفر الحجّ خصوصاً من أنّ