نعرض القارئ
الكريم هنا بعضاً من أقوال اللغويين ذات العلاقة بالمعنى الفقهي، و الجدير بالذكر
أنّه ليس في أقوالهم كلام عن الأعمدة المذكورة بل الكلام يدور حول محلّ اجتماع
صغار الحصى.
1- الفيومي،
المتوفّى سنة 770 ه-، يقول في «المصباح المنير»:
«كلّ شيء جمعته فقد جمّرته، و منه الجمرة: و هي
مجتمع الحصى بمنى، فكلّ كُومة من الحصى جمرة، و الجمع جمرات». و الكُومة هنا: كلّ
ما اجتمع و ارتفع من تراب أو حجارة أو قمح أو نحو ذلك، و هذا التعبير يفيد في
توضيح بعض العبارات، لذا أرجو التركيز عليه.
2- المرحوم
الطريحي، المتوفّى سنة 1807 ه-، يقول في «مجمع البحرين»:
«و الجمرات: مجتمع الحصى بمنى، فكلّ كُومة من
الحصى جمرة، و الجمع جمرات، و جمرات منى ثلاث».
و هنا يفسّر
الجمرات بمعنى محل اجتماع صغار الحصى.
3- ابن
منظور، المتوفّى سنة 711 ه-، يقول في «لسان العرب»:
«و الجمرة: اجتماع القبيلة الواحدة ... و من هذا
قيل لمواضع الجِمار التي تُرمى بمنى جمرات؛ لأنّ كلّ مجمع حصى منها جمرة، و هي
ثلاث جمرات».
4- ابن
الأثير الجزري، المتوفّى سنة 606 ه-، يقول في «النهاية»:
«الجِمار: هي الأحجار الصغار، و منه سمّيت جمار
الحج للحصى التي يرمى بها، و أمّا موضع الجمار بمنى فسمّي جمرة لأنّها ترمي
بالجِمار، و قيل: لأنّها مجمع الحصى، التي يرمى بها» [1].