ولكي تؤكّد الآية موضوع التحريم وتشدد على حرمة تلك الأنواع من اللحوم تقول في
الختام: «ذلِكُمْ[1] فِسْقٌ»[2].
هل أنّ عمل الشركات مورد البحث يختلف عمّا ذكر آنفاً في تفسير الآية الشريفة؟
كلّا ليس فقط لا يوجد أي تفاوت بينهما، بل إنّ اليانصيب الجديد أقبح من السابق،
لأنّ المثل الذي ورد في تفسير الآية الشريفة، فإنّ 3/ 1 من أموال المشاركين يكون
من نصيب 3/ 2 آخرين، في حين أنّ الشركات مورد البحث تحصل 10/ 9 من أموال المشتركين
والمساهمين و 10/ 1 من هذه الأموال يكون من حصة بعض المشتركين فقط.
الآثار والتبعات الاجتماعية والاقتصادية السلبية:
إنّ الكثير من المقامرين وبسبب أنّهم أحياناً يربحون في القمار وأحياناً يكون
مقدار الربح بالملايين من أموال الآخرين، فإنّهم لا يجدون في أنفسهم رغبة للعمل
والمساهمة بنشاطات اقتصادية سليمة ونافعة وبالتالي فإنّ عجلة الاقتصاد والانتاج
ستتضرر بهذه النسبة والمقدار. وإذا دققنا النظر رأينا أنّ جميع الأشخاص المقامرين
وأُسرهم يمثّلون عالة على المجتمع حيث يستفيدون من أتعاب الآخرين بدون أن يقدّموا
أي نفع للمجتمع.
[1] بالرغم من أنّ «ذلِكُمْ»، إشارة
للمفرد، إلّاأنّه لمّا كان يحتوي على ضمير الجمع، وقد فرض المجموع بمثابة الشيء
الواحد، فلا إشكال في هذا الاستعمال.
[2] التفسير الأمثل، ج 3، ص 416 ذيل
الآية المبحوثة.