على التعاون و التعاضد، و الاستمرار على الجماعة حتى في قمة الحكومة- كما في
بعض بلاد العالم- فلا يبعد إمكانه و جوازه، بل لو حصل الاستعداد لذلك ربّما كان
أنفع و أصلح من حكومة الأفراد، و لكن المشكلة العظمى هي طريق تحصيل هذا الاستعداد
الروحي و نفي الاستبداد بجميع إشكاله.
3- إذا لم يوافقوا على ولاية الشورى أو قلنا بعدم إمكانها أو عدم الاستعداد
لها، أو كونها موجبة للفشل، فاراد كل منهم تصديه لها منفردا، و رأي المصلحة في
ذلك، مع اجتماع الشرائط في كل منهم، فلا بدّ من الرجوع إلى المرجحات و يمكن
الاستيناس لها بما ورد في باب التعادل و الترجيح من المرجحات، و أوضح حالا منه ما
ورد في باب قاضي التحكيم، بل و يمكن الاستدلال له بأنّه من قبيل دوران الأمر بين
التعيين و التخيير، فلا بدّ من الأخذ بالتعيين، و على كل حال يختار من فيه المرجح.
إن قلت: ما المعيار في تشخيص المرجحات؟ و من المرجع في ذلك؟
قلنا: المرجع فيه هو أهل الخبرة كما في غيره من أمثاله في أبواب الفقه، فأهل
الخبرة هم المرجع الوحيد في تعيين من هو الأصلح من بين الفقهاء الصالحين و لو فرض
فرضا نادرا أو محالا عاديا تساويهما من جميع الجهات أو بالكسر و الانكسار في جهات
مختلف بحيث يتحير فيه أهل الخبرة، و لا يفضل واحد منهم على الآخر شيئا، يمكن
الرجوع إلى القرعة، و لكن الانصاف أنّ هذا نادر جدّا، أو لا يوجد له مصداق عادة، و
على فرض وجوده فما المانع من الرجوع إليها بعد كونها مدارا لفصل الخصومات و
المنازعات، و المفروض كون اطراف القرعة جميعهم صلحاء عدول لا يفضل واحد على الآخر.
نتيجة البحث في مسألة ولاية الفقيه:
فقد تحصل من جميع ما ذكرنا من أول هذه المسألة إلى هنا امور:
أحدها: أنّه لا ينبغي الشك في ولاية الفقيه على أمر الحكومة و قد دلّت عليها
أدلة مختلفة.