تكليف إلهي خاص إلى الشورى، و إن اشرنا إليه إجمالا أيضا، فليكن هذا على ذكر
منك كي نتلو عليك منه ذكرا.
3- الرجوع إلى الخبراء
الحكومة لها عرض عريض، و شعب كثيرة، و كثيرا ما يحتاج في معرفة الموضوعات إلى
انظار الخبراء، فعلى الفقيه أخذ نظرهم في ذلك إذا كانوا مؤتمنين و ليس هذا من
المشاورة بل من قبل الرجوع إلى العالم، و يشبه التقليد من بعض الجهات في مثل هذه
الموضوعات المعضلة الخاصة.
توضيح ذلك: إن كل حكم يحتاج إلى موضوع يتعلق به، كالمسكر و القمار و الاوثان و
الاصنام، بالنسبة إلى تحريم الشرب و اللعب و العبادة و قد يفرق بين «الموضوع» و
«المتعلق» فالمتعلق هو الفعل الذي يكون مهبط الحكم، كالشرب في لا تشرب الخمر، و
العبادة في لا تعبد الصنم، و أمّا الموضوع هو الذي يتعلق به الافعال «كالخمر و
الصنم و آلات القمار» (و قد يطلق الموضوع على ما هو أعم منها و الأمر سهل بعد وضوح
الحال).
و الموضوعات على أقسام:
«منها»: ما يكون شرعيا محضا مستنبطا
من الكتاب و السنة، كالصلاة و الصيام و الحج و الطواف و غيرهم من أشباهها، و
الاخرى ما ليس كذلك، بل يكون عرفيا و هو أيضا على قسمين: ما يكون معلوما لكل أحد،
يعرفه العالم و الجاهل، كالماء المطلق و المضاف، و الدم و البول، و الفراسخ في باب
صلاة القصر، و الغنم و البقر في أبواب الزكاة، و غيرها من أشباهها.
و قسم لا يعرفه إلّا الخبراء من أهل العلوم و الفنون المختلفة، مثل قيمة الدار
عند الشك فيها و الحاجة إليها لمعرفة موضوع الغبن في البيع و عدمه، و كون الصيام
ضارا أم لا، و مقدار حاجة العسكر إلى السلاح و إعداد القوى، و مقدار حاجة المسلمين
إلى الأرزاق و غيرهم ممّا يكون فقدها ضررا عليهم، و كذا مقدار الثمر على الشجر عند
الخرص و التخمين لأخذ الزكوات، كما كان معمولا في عصرنا النبي صلّى اللّه عليه و
آله.
و بالجملة معرفة مصالح الامة يحتاج في كل خطوة إلى الخبراء العالمين بها لا
سيما في